السكري يتهم هشام بالتحريض على القتل و مرتضى منصور يفجر مفاجأة

لايزال مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم في دبي والمتهم فيها ضابط الشرطة المصري السابق محسن السكري ورجل الأعمال المعروف عضو مجلس الشورى هشام طلعت مصطفي يلقي بظلاله على الساحتين الشعبية والسياسية في مصر مع توالي المفاجآت المثيرة التي تظهر يوميا مع الكشف عن التحقيقات التي أجرتها النيابة مع المتهمين قبل الأمر بحبسهما وإحالتهما إلى محكمة الجنايات.
ففي الوقت الذي كشفت فيه تحقيقات النيابة العامة مع السكري اتهامه لهشام مصطفى بتحريض أشخاص آخرين غيره علي قتل سوزان تميم، دخل المستشار مرتضى منصور المحامي على خط القضية المثيرة للجدل، واتهم عادل معتوق زوج المطربة بقتلها.
وقال السكري أمام النيابة إن هشام طلعت مصطفي كان دائم التحريض له علي قتل تميم علي مدار 11 شهراً كاملة، وأنه حاول التنفيذ خلال هذه الفترة 4 مرات، وفشل فعرض عليه أن يستبدل عملية القتل بوضع مواد مخدرة داخل شقتها والإبلاغ عنها، وحصل من هشام علي مبلغ مالي لشراء مخدر الكوكايين لوضعه في شقتها في دبي، وأنه أحضر إلي مقر شركة مدينتي "برواز" أقنع هشام بأنه وضع به المخدر، وسافر إلي دبي.
أضاف، أنه أجري اتصالاً مع سوزان تميم أخبرها بأنها من الذين رفضوا مغادرة البرج، لهذا خصصت لها الشركة جائزة، واتفق علي موعد تسليم الجائزة، وتوجه لها وسلمها البرواز وأقام مع صديقة لبنانية في دبي لمدة يومين دون تنفيذ الجريمة وعاد إلي مطار القاهرة يوم 28 يوليو وعلم بخبر مقتل تميم بعد ساعات من وصوله.
وتابع السكري أنه تقابل مع هشام في شرم الشيخ وقال له إنه نفذ الجريمة هناك وحصل منه علي 2 مليون دولار، وضع مليوناً ونصفاً منها في البوتاجاز، وأكد السكري للنيابة أن هشام كان يحرض أكثر من 5 أشخاص علي قتل تميم دون أن يعرف كلا منهم الآخر، ورجح السكري في التحقيقات أن يكون أحد غيره قام بتنفيذ الجريمة.
وأصر السكري في التحقيقات علي نفيه واقعة القتل إلا أنه اعترف بحصوله علي مليوني دولار من طلعت مصطفي وأنه تواجد بالفعل في دبي وقت ارتكاب الجريمة وعندما علم بنبأ قتلها أجري اتصالاً هاتفياً بطلعت وأخبره بنجاح العملية وحصل منه علي مليوني دولار،
وقال إن طلعت كلفه بمتابعة أخبار سوزان واختيار الفرصة للخلاص منها في أقرب وقت ووفر له تذاكر سفر إلي لندن في سبتمبر 2007 ويناير ومارس 2008 من أجل متابعة تحركاتها وكان يقوم عقب عودته من كل رحلة بكتابة تقرير إلي هشام طلعت مصطفي عن تواجد سوازن والأشخاص المرتبطة بهم، وكان يقترح في كل رحلة وسيلة جديدة لإنهاء حياتها، إلا أن طلعت كان يصر في كل مرة علي قتلها.
وكانت الشرطة الاماراتية قد عثرت علي ملابس مخبأة بطفاية حريق كبيرة في الطابق أسفل شقة المجني عليها وبها العديد من آثار الدماء بخلاف الخنجر الذي استخدمه المتهم في ذبحها، وتم تحليل الدماء ومضاهاتها بدماء من تحوم حولهم الشبهات وقت وقوع الحادث، الا انها جميعها تطابقت مع دماء المجني عليها عدا بصمة واحدة فكانت غريبة ومختلطة فتم ارسالها بعد تحليلها الي النيابة العامة بمصر التي قامت بدورها بتحليل دماء المتهم وتطابقت مع هذة البصمة وجاء قرار الطب الشرعى ليؤكد ان الضابط السابق هو مرتكب الجريمة.
ونفت مصادر قضائية في دبي تورط أي أشخاص آخرين من أصل عربي كما تردد في بعض وكالات الأنباء، وقالت إن الأجهزة الأمنية ومجموعات البحث التي شكلتها شرطة دبي أثبتت تورط المتهم الأول محسن السكري في تنفيذ جريمة القتل بتحريض من هشام طلعت مصطفي مقابل مبلغ مالي، وأنه نفذ الجريمة في 12 دقيقة من لحظة دخوله البرج التي تقيم فيه سوزان تميم.
وأضافت المصادر أن الشرطة أعدت تحريات في دبي ولم تخاطب مصر إلا بعد التأكد من عدم تورط العربي رياض العزاوي بطل الملاكمة في الواقعة وأن احتجازه كان الهدف منه الحصول علي المعلومات التي كان يعرفها عن تميم خاصة أنه كان مرافقاً لها في الفترة الأخيرة.
هشام ينفي
في هذه الأثناء، نفي هشام طلعت مصطفي جميع اتهامات السكري أو أي صلة له بالواقعة، وقال: "إن السكري كان يعمل لدي في شركتي في شرم الشيخ، وانقطعت علاقتي به منذ فترة".
وتابع: "إن هناك من يقف وراء السكري للزج باسمي في هذه القضية التي تهدف إلي تدمير حياتي السياسية والاقتصادية".
ولم ينف هشام ارتباطه عاطفيا بالمجني عليها، وأنه كان يساعدها في حل مشاكلها، وكان علي اتصال بوالدها عقب وفاتها وعرض عليه تقديم أي مساعدات.
وذكرت مصادر قضائية أنه لم تحدث أي مواجهة بين السكري وهشام في القضية واستمعت إلي التسجيلات وحاول هشام إقناع المحققين بأن هناك تشابهاً كبيراً في الأصوات.
وقالت المصادر إن هذه التسجيلات تعتبر دليلاً مادياً وتقوم القضية علي أساسه، رغم عدم الحصول علي إذن من النيابة قبل تسجيلها، وأن النيابة العامة قامت بتفريغ هذه المكالمات وإثبات تاريخها وتحديد شخصية المتصل وتوقيتها.
قنبلة مرتضي منصور
مرتضى منصور
في غضون ذلك، فجر المستشار مرتضي منصور، المحامي، مفاجأة من العيار الثقيل يمكن ان تغير مسار قضية مقتل سوزان تميم.
وقال منصور أن عادل معتوق، زوج المطربة وصاحب الشركة العربية الأوروبية للإنتاج الفني، حقق ما تمناه من 3 سنوات بقتل سوزان تميم في دبي، ودلل علي ذلك بظهوره في يوم الكشف عن مقتلها في منطقة السفوح بإمارة دبي، وإخطاره رسمياً بإلغاء توكيلين كان قد حررهما منذ 3 سنوات يوم 20 أغسطس الماضي، أي بعد مقتل تميم بـ 23 يوماً فقط.
وأضاف لصحيفة "المصري اليوم" المستقلة: كنت قد تعرفت علي زوج المطربة عادل معتوق قبل سنوات عن طريق أحد الفنانين المشهورين، ولم ألتق به، وطلب مني الوقوف إلي جواره ضد زوجته المطربة سوزان تميم، وأخبرني بأنه يتعرض لاضطهاد من رجال أعمال في مصر، وأنه متزوج من المطربة في حين ادعت في محضر بقسم شرطة المعادي أنه يطاردها ونفت زواجها منه، واتهمته بمحاولة قتلها، وتم حبسه 4 أيام علي ذمة التحقيقات.
وأضاف أن معتوق بعد خروجه من الحبس أخبره في أكثر من اتصال هاتفي بأنه يريد الانتقام من سوزان تميم، وقال لي بالحرف: "أريد قتلها.. وتدميرها لن أتردد في هذا أبداً، ولكن أريدها أن تخرج بعيداً عن مصر، وعن الرجال التي تحتمي بهم، ولن أتركها في حالها".
وأشار منصور إلي أن معتوق قال له: إنه تعرف علي سوزان في باريس بعد هروبها من لبنان وزوجها علي منذر، وأنه حاول إعادتها مرة أخري، إلا أنها أصرت علي عدم العودة، فأجري لها معتوق 18 عملية تجميل في الأنف والعيون والوجه، وأنه عندما حضر وراءها استأجرت مجموعة من البلطجية وحاولت قتله.
وأوضح أن عادل معتوق قام بتحرير توكيلين رقمي 6141 و6142 في 18 أكتوبر 2005 بموجب بطاقته الشخصية من أجل تولي قضيته مع زوجته سوزان تميم، التي تم حبسه فيها 4 أيام علي ذمة التحقيقات، وبعدها أرسلت إنذاراً إلي محسن جابر لإقدام تميم علي الإعداد لعمل فني معه في حين كان هناك عقد احتكار مع الشركة العربية الأوروبية للإنتاج الفني.
وتابع: فوجئت بعد 23 يوماً من مقتل سوزان تميم بخطاب رسمي علي منزلي في المهندسين من معتوق عن طريق مكتب ممدوح محمد القرن، الكاتب العدل المكلف في بيروت، يخطرني فيه بإلغاء التوكيلين دون إبداء أسباب، ولم أفهم أسباب الإلغاء في هذا التوقيت بالتحديد.
وقال منصور: إنه كان يشك مليوناً في المائة بأن معتوق وراء قتل سوزان تميم في دبي، عندما علم بالخبر إلا أن سند الوكالة كان يمنعه من الكلام، إلا بعد إلغاء هذه الوكالة، فإنه مستعد للمثول أمام أي جهة تحقيق بعد أداء اليمين القانونية بأن معتوق قال له في أكثر من 10 اتصالات هاتفية: إنه ينتظر خروج سوزان تميم من مصر من أجل قتلها.
ودلل منصور علي كلامه بأن معتوق كان أول من وصل إلي دبي، وظهر أمام كاميرات التليفزيون، وهو يبكي فكيف يبكي علي سيدة كان يعرف أنها علي علاقة بآخرين وهي علي ذمته، وأنه كان يريد قتلها، إلا إذا كان يريد أن ينفي الاتهام عن نفسه، على حد قوله.