عشرات القتلى والجرحى في انهيار صخري بمنطقة عشوائية في القاهرة

شهدت منطقة “الدويقة” العشوائية شمال شرق مدينة القاهرة كارثة إنسانية أمس، حيث انهارت كتل صخرية بجبل المقطم على عشرات من المنازل والعشش السكنية ما أدى إلى مصرع 31 شخصا على الاقل وإصابة 35 آخرين بإصابات متفاوتة الخطورة، فيما أدى سقوط الكتل الصخرية إلى تدمير وانهيار أكثر من 80 منزلا سكنيا وسط توقعات بارتفاع كبير في أعداد الضحايا. وامر الرئيس المصري الذي تابع الحادث مع المسؤولين بتوفير مساكن بديلة لمتضررى الحادث.
وقامت العشرات من سيارات الإسعاف والإطفاء وأوناش رفع الأنقاض بالتوجه إلى منطقة الحادث، وقام رجال الإنقاذ بإخلاء العشرات من المنازل المجاورة لمنطقة الحادث خوفا من سقوط المزيد من الكتل الصخرية. وكان سكان “عزبة الجونة” بمنطقة “الدويقة” قد فوجئوا صباح أمس السبت بسقوط كتل صخرية عملاقة من أعلى جبل المقطم عن ارتفاع 40 مترا، ما أدى إلى تدمير العشرات من المنازل التي يقطنها مئات من الفقراء والبسطاء والحرفيين.
وذكرت مصادر أمنية أن الجزء المنهار من الجبل يضم 8 كتل صخرية تصل مساحة الواحدة منها إلى 15 مترا طولا و9 أمتار عرضا وتزن الكتلة الواحدة من 100 إلى 500 طن، فيما أشارت المصادر إلى أن أحد المقاولين المعماريين كان يقوم بأعمال تطوير وتجميل بأعلى الجبل بتكليف من حي منشأة ناصر الذي تتبعه المنطقة إداريا وأن هذه الأعمال ربما تكون وراء الحادث.
وواجهت عمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض صعوبات بالغة نظرا لضخامة أحجام الصخور المنهارة وضيق شوارع المنطقة ما أعاق وصول معدات الإنقاذ الثقيلة إليها.
وتعد المنطقة المنكوبة من المناطق العشوائية والأحياء الفقيرة التي تحيط بالقاهرة حيث يعد كل سكانها من الأسر الفقيرة الذين تجمع المئات منهم حول منطقة الحادث في انتظار إنقاذ ذويهم وقالت سيدة محمد محمود (22 سنة) وربة منزل إنها تلقت دعوة للسحور مع والدتها وتركت أسرتها المكونة من زوجها وأطفالها الثلاثة وعادت إليهم في الصباح لتفاجأ بانهيار المنزل الصغير الذي تقطنه أسرتها دون أن تعرف شيئا عن مصيرهم.
من جهة اخرى أصدر الرئيس المصري حسني مبارك توجيهات عاجلة للحكومة لتوفير كافة سبل الراحة والرعاية للمتضررين من حادث سقوط بعض أجزاء من هضبة المقطم بالدويقة شرقي القاهرة. وطالب مبارك بتوفير مساكن بديلة لايواء منكوبي حادث الدويقة، والعمل على تخفيف المعاناة عنهم، وبحث كيفية تعويض أسر الضحايا والمصابين مع تقديم الرعاية الكاملة للمصابين في المستشفيات.
وقال رئيس مجلس الوزراء المصرى أحمد نظيف عقب اجتماع الحكومة ظهر امس السبت، إن أجهزة الدولة تحركت فورا وانتقلت لمكان وقوع الحادث من أجل سرعة معالجة الموقف وسرعة انقاذ المصابين ونقلهم للمستشفيات خاصة مستشفى الحسين القريب. وشدد على ان التركيز كله ينصب على الضحايا سواء مصابين او متوفين، وبحث كيفية تعويضهم مع وزير التضامن الاجتماعي، مؤكدا أن الرئيس مبارك يتابع ما يجري لحظة بلحظة من اجراءات الانقاذ واحتواء تداعيات الحادث.
وأضاف ان مجلس الوزراء سيعقد اجتماعا طارئا بحضور محافظ القاهرة ووزيري الصحة والتضامن لبحث كيفية مواجهة تداعيات الحادث. وأضاف ان عدد الضحايا غير معروف حتى الان، وان التقارير الأولية ليست الحصيلة النهائية.
وحذر رئيس الوزراء من خطورة البناء العشوائي في مثل هذه المناطق الخطيرة مشيرا الى أن هناك خطة حكومية لمعالجة مشاكل العشوائيات على المدى القصير والمدى البعيد.