LLU
لجنة الدفاع و التضامن مع د. سعد الدين إبراهيم
القاهرة ----------------- 19-8-2008
كلمة شادي طلعت في المؤتمر الصحفي
السيدات و السادة الحضور إنه لمن دواعي سرورنا أن نتشرف بحضوركم اليوم في المؤتمر الصحفي المنعقد حول الحكم الصادر مؤخرآ و القاضي بإدانة د. سعد الدين إبراهيم و نحن لا نعتبرها قضية تمس شخص بعينة مع كامل الإحترام و التقدير لشأنه و لكنها قضية تمسنا جميعآ لأننا جميعآ مع حرية الرأي و التعبير كما أننا لا نقبل أن يتم تكميم الأفواه و إجبارنا على ما لانرضى به كما أن إهدار حرية الرأي و التعبير هو أمر ضد الديمقراطية التي ننادي بها و التي وعد بها رئيس الدولة و نحن إذ نعلن وقفتنا و تضامننا مع د. سعد ضد هذا الحكم فهذا يعود لأسباب و هي أن الحكم القضائي قد صبغ بصبغة سياسية فرافع تلك الدعوى هو أحد أقطاب الحزب الوطني الحاكم كما أن القاضي قد بنى حكمه تأسيسآ على بضعة أسطر من تقرير وزارة الخارجية أي أن الحزب الحاكم و الحكومة قد أشتركا في هذا الحكم المجحف . و نحن و د. سعد نطالب بإستقلال القضاء و ضرورة إبعاده عن أي مؤثرات خارجية أو سلطات عليه أو إقحامه في السياسة و لا ننكر صدمتنا بصدور هذا الحكم المجحف و لكننا لا ننكر أنها ليست صدمتنا الأولى بالنسبة إلى الأحكام المجحفة فمن قبل تم إدانة د. أيمن نور و من قريب تم تبرئة صاحب شركة هايدلينا ! و من قريب جدآ تم تبرئة صاحب العبارة السلام 98 بحجة أن الجريمة ليست الإهمال في السفينة و لكن الجريمة كانت الإبلاغ ! و بما أنه قد أبلغ فهو برئ ! و في ظل تلك الأحداث جميعآ فإننا نحي الصامدون و اللذين لم يتملك اليأس منهم من الإصلاحيين و أجد نفسي أعود بالتاريخ إلى الوراء و تحديدآ لعام 1948 و أجد نفسي أقف أمام رقم 19 فهذا الرقم هورقم المادة المتعلقة بحرية الرأي و التعبير و الواردة بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان و هذا الرقم هو إسم لمنظة عالمية لحقوق الإنسان و مقرها لندن و هي ليست بالغريبة عنا ذلك لأنها قد أعطت للدكتور سعد الدين إبراهيم أكبر جائزة لديها و إسم تلك الجائزة كان و لا زال " صفارة الإنذار " و قت أن كان قابعآ بسجن طره عام 2001 و هي واحدة من إحدى و عشرون جائزة حصل عليها د. سعد و الذي حصل أيضآ على إحدى و عشرون قضية رفعت ضده ! كما أن العهد الدولي الذي صدر عام 1966 و هم يصيغون موادة حرصوا ان تكون مادة حرية التعبير هي المادة رقم 19 . أما عام 1948 فهو العام الذي تم فيه صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و أسندت الأمم المتحدة مهمة صياغته إلى لجنة كان يرئسها السيدة " اليانور روزفلت" و هي زوجة الرئيس الأمريكي السابق " فرانكلين روزفلت" الرئيس 32 للولايات المتحدة الأمريكية و قد تولت رئاسة تلك اللجنة و هو منصب عظيم و لكنه كان أقرب إلى أن يكون منصب شرفي ذلك لأن أكثر الأشخاص اللذين وقع على كاهلهم صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كان هو " د. محمود عزمي " أستاذ القانون المصري و الذي لم يعطه التاريخ حقه فالمصريون كانوا من أكثر الناس المعنيون بحقوق الإنسان ليس في مصر فقط و لكن على مستوى العالم و قد وقعت مصر على الإعلن العالمي لحقوق الإنسان و بالتالي هي ملتزمة بما ورد فيه و ملتزمة بالمادة 19 من الإعلان كما أنها موقعة أيضآ على العهد الدولي للحقوق المدنية و السياسية و الذي صدر عام 1966 و هو الأكثر تفصيلآ من الاعلان العالمي لحقوق الإنسان كما صدق عليها البرلمان المصري أيضآ على كليهما . من هنا فإنني أقول لكم أن الدعم الذي لاقاه د . سعد بعد إدانته مؤخرآ من كافة القطاعات الشعبية و السياسية ليس بالجديد و إني لأحسب أنه و لأول مرة ستكون لجنة الدفاع المشكلة عن د. سعد الدين فريدة من نوعها لأنها تضم تيارات سياسية مختلفة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار كما أن الأسلاميين قد أعلنوا تضامنهم أيضآ و إستعدادهم للدفاع عن د. سعد الدين إبراهيم علمآ بأننا جميعآ في هذه اللجنة مختلفون في المنهج و الأيدولوجية الفكرية و لكن أكثر ما يجعلها لجنة ذات شأن هو أننا جميعآ متحدون على هدف واحد و هو ضرورة وجود ضمانات لحرية الرأي و التعبير كما أننا نتضامن مع د. سعد و لا ننكر عليه أنه و احدآ ممن أثروا الحياة السياسية في مصر و الشرق الأوسط و كان أولى بمصر أن تستفيد منه مثلما تستفيد منه باقي دول العالم لا أن تحاربه و تضطهده و آخر أمور الإضطهاد كانت بالأمس حيث تم منعنا من إقامة هذا المؤتمر في النادي النهري لنقابة المحامين ذلك أنه لو تم عقده هناك لإختلف الأمر جدآ و لتواجد العديد و العديد من المحامين إذ أن اليوم يصادف فتح باب الترشيحات لنقابة المحامين الأمر الذي يجعل ذهاب المحامين إلى النادي النهري أمر يسير خاصة و أن باب الترشيح سيقفل في تمام الساعة الرابعة عصرآ و هو ما يجعل أيضآ حضور المحامين إلى مركز إبن خلدون بالمقطم أمر عسير . في النهاية أقول لكل المحامين اللذين أعلنوا تضامنهم مع د . سعد الدين إبراهيم أنه قد أبلغني في إتصال هاتفي بالأمس أن أنقل إليكم تحياته العميقة و أنه سعيد بتضامنكم جميعآ حتى و إن إختلفتم معه فكريآ إلا أن هدفكم نبيل و يعد هذا تعزيزآ لثقافة الإختلاف .